أرشيف

المرصد اليمني يدين ما تعرض له المواطنون اليهود في ريدة وتخلي الجهات المسؤولة عن حمايتهم، ويطالب بإعادة الاعتبار لهم

حمل المرصد اليمني لحقوق الإنسان السلطات والأجهزة الأمنية مسؤولية مما حدث لمواطنيها اليهود في منطقة ريدة بمحافظة عمران، وأدان تهاونها عن القيام بواجباتها ومسؤولياتها في حمايتهم من الانتهاكات التي تعرضوا لها، وتخليها عن تلك المسؤولية بطلبها من كافة أبناء الطائفة الانتقال للعيش في أمانة العاصمة، معتبرا ذلك انتهاكا آخر لحق أبناء الطائفة في حرية السكن والتنقل.

وأدان المرصد في بيان له كافة الانتهاكات التي مورست بحق المواطنين اليهود في حرية الفكر والمعتقد، والتي نتجت عن تدني ثقافة حقوق الإنسان، وعدم الإيمان بقيم ومبادئ التسامح وحرية الفكر والديانة، محملا السلطات مسؤولية ذلك كونها المسؤول الأول عن حماية مواطنيها وكافة حقوقهم التي منها حرية الفكر والتعبير والديانة والمعتقد كما ينص على ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة الثامنة عشر منه وهو الوثيقة التي أقر الدستور اليمني التزام اليمن بها.

كما طالب المرصد الجهات المسؤولة والمختصة في الأمن والقضاء بإيقاف ومحاسبة كافة القائمين بالانتهاكات الموجهة ضد الطائفة اليهودية، أو أية طوائف أخرى، واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير التي تحول دون تكرار تلك الانتهاكات، مشددا على تحمل السلطات مسؤوليتها في احترام حق جميع المواطنين في الرأي والاعتقاد، وتأكيد مبادئ التسامح والقبول بالآخر دون قيد أو شرط، واعتبار جميع المواطنين متساويين في الحقوق والواجبات دون تمييز بسبب الدين أو الجنس أو اللون أو المنطقة.

وطالب المرصد أيضا بإعادة الاعتبار للمواطنين من أبناء الطائفة اليهودية وتعويضهم عن كافة الأضرار المادية والنفسية التي لحقت بهم، وحمايتهم في منازلهم وموطنهم الحالي كتأكيد على ضرورة سيادة القانون والأمن واحترام حقوق الإنسان ومبادئ التسامح في كافة مناطق البلاد دون تمييز، داعيا كافة منظمات المجتمع المدني، والمنظمات العاملة في حقوق الإنسان في اليمن وخارجها إلى التضامن مع أبناء الطائفة اليهودية ومطالبة الجهات الرسمية والمسؤولة بحمايتهم وتوفير الأمن لهم، واحترام حقهم في الاعتقاد، وإشاعة ثقافة التسامح وحقوق الإنسان في عموم البلاد.

وكان عشرات من طلاب مدرسة الزهراء في مديرية ريدة بمحافظة عمران قاموا يوم الأحد 4/1/2009م بالاعتداء على أبناء الطائفة اليهودية أثناء مظاهرة عشوائية احتجاجا على ما يحدث في غزة، حيث قاموا بتوجيه الشتائم لأبناء الطائفة، ورمي منازلهم بالحجارة وترويع قاطنيها من الأطفال والنساء.

وأصيب المواطن اليهودي زاهر قفرى بإصابات بليغة نتج عنها أورام في وجهه ونزيف دمائه التي غطت ملامحه وثيابه، بالإضافة إلى مواطنين آخرين تعرضوا لإصابات مختلفة أثناء تواجدهم في الشارع، فيما تعرضت منازل المواطنين حيم يعيش، وشكر سليمان، وسالم شغدري، ويحيى جرادي للقذف بالحجارة وترهيب قاطنيها.

وكانت أجهزة الأمن تدخلت بعد الحادثة بوقت طويل، حيث ألقت القبض على بعض المشاركين في الاعتداء واحتجزتهم دون أن تعلن نتائج التحقيقات معهم حتى الآن.

وتأتي هذه الحادثة عقب مطالبة اليهود بمحاكمة عادلة ومنصفة قاتل مواطنهم ماشا الذي قتل من قبل أحد المتطرفين الدينيين الذي طالبهم بالخروج من البلد أو إعلان إسلامهم.

وتعرض المواطنون اليهود خلال الفترة الماضية لعدد من المضايقات التي لم تقم السلطات المحلية والرسمية إزائها بواجباتها في حمايتهم، ومحاسبة القائمين بمضايقتهم وتقديمهم للعدالة.

وطلبت السلطات الرسمية طلبت من المواطنين اليهود الانتقال إلى أمانة العاصمة لتوفير الأمن والحماية لهم دون تحمل مسؤولياتها في حمايتهم في منازلهم ومساكنهم.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى